زرقاء اليمامة ، عرفناها عبر قصص الشاعر الأندلسي ابن عبد ربه في كتابه الشهير “العقد الفريد” ، وأيضا عبر المثل العربي القائل ” أبصر من زرقاء اليمامة “،
فمن هي هذه الشخصية التي يضرب بها العرب المثل منذ مئات السنين ؟
جدول المحتويات
الأسطورة
1/ تحكي الأسطورة ـ رواها الشاعر ابن عبد ربه في كتابه العقد الفريد ـ عن قصة امرأة عاشت في شبه الجزيرة
العربية ـ السعودية حاليا ـ كانت تبصر الشعرة البيضاء في اللبن، وتستطيع أن ترى الراكب على مسافة ثلاثة أيام .
وحدة نظرها هذه مكنتها من ان تحذر قومها من الجيوش الغازية بمدة كافية ، فكانت تراهم قبل أن يصلوا إليهم بمسافة بعيدة ، وهذه التحذير المبكر يساعد قومها على الإستعداد لملاقاة العدو .
وعندما علم أعداء قومها بحدة نظرها احتالوا عليها بطريقة عجيبة ليتمكنوا من غزو قومها بشكل مفاجئ ،
فقطعوا شجرا وأمسكوه بأيديهم ، وساروا به ، فأصبح فوق رؤوسهم .
رأت زرقاء اليمامة أن الشجر يتحرك على مسافة بعيدة من قومها ، فأخبرتهم بذلك قائلة ” إني أرى الشجر قد أقبل إليكم ” ، فسخر منها قومها واتهموها بالخرف ،
إقرأ أيضا:قصة باولا فيزنجروبأن حدة بصرها المعتادة قد ذهبت ، وأن ما تخبرهم به هو محض خيال ومجرد تخري لا حقيقة وراءه ، لكنهم فوجؤا هذه المرة بالعدو يغزوهم من خلال هذه الخدعة .
2/ الزمخشري روى في كتابه ” المستقصي في أمثال العرب” أن زرقاء اليمامة كانت من بنات لقمان بن عاد ،
وأن اسمها “اليمامة” ، وسميت المنطقة على اسمها ، ويخبرنا بأن المنطقة قبل تسميتها باسم اليمامة كان اسمها “جو”
ويقال أيضا أن الفتاة اسمها “عنز” ، ولأن لديها عينين زرقاوين حادتي النظر فقد سميت زرقاء اليمامة .
زرقاء اليمامة : حقيقة القصة
إن التدقيق في قصة زرقاء اليمامة يجعلنا نكتشف أن ميزتها الأساسية لم تكن قوة البصر ، بل البصيرة ،
فالبصيرة هي قوة الإدراك والفطنة ، أما البصر فهو حاسة أو قوة يمتلكها الإنسان لرؤية ما حوله .
العبرة من القصة
هذه القصة أشبه بالأساطير ، فالبعض ينكر إمكانية حدوث القصة علميا ، وعلى أية حال ليس المراد هو البحث
إقرأ أيضا:أفصل الأفلام الأجنبية في 2020في مدى حدة بصر الإنسان أو في نظرية انتهاء الأفق بالنسبة للناظر والناتجة عن كروية الأرض ،
بل البحث عن العبرة المتمثلة في ضرورة الإستماع إلى نصائح من يمتلك خبرة سابقة .