قصص تاريخية

خير الدين باشا

يعد خير الدين باشا من أشهر و أهم الوزراء و المصلحين التي عرفتهم تونس خلال القرن التاسع عشر على وجه الخصوص و العالم العربي و الإسلامي على وجه العموم.

جدول المحتويات

1. نشأة خير الدين باشا

ولد خير الدين باشا بقرية توجد بجبال القوقاز سنة 1820 من أسرة متواضعة تنتمي إلى قبيلة جركسية

حيث كان والده عسكريا في الجيش العثماني و قد توفي في معركة جمعت بين العثمانيين و الروس في سنة 1829

و قد كان خير الدين آن ذاك طفلا لم يتجاوز التسع سنوات تم ترحيله إثر ذلك و بيعه في سوق الرقيق بإسطنبول

ليشتريه نقيب الأشراف “تحسين بيك القربصي” الذي علمه جيدا و إعتنى به  ليتعلم اللغة العربية و الفرنسية و الإنجليزية كذلك

2 . حياة خير الدين باشا في تونس

في عام 1838 نم إشترائه مرة أخرى و هذه المرة لفائدة حاكم تونس “أحمد باي” و كان خير الدين باشا لم ينجازز السبعة عشر عاما

و تلقى بذلك تكوينا في تونس فقد درس العلوم و أصول الدين في جامع الزيتونة المعمور

إقرأ أيضا:من هو ماو تسي تونغ

و قد إعتنى به الباي جيدا من حيث الإقامة فقد أقام في قصره و كذلك أعطاه إسمه و قلده عديد المناصب

و أصبح خير الدين في تونس ذو شأن كبير رغم صغر سنه بسبب فطنته و ذكائه و قدرته الفائقة في تعلم الفنون العسكريية إضافة إلى إتقانه اللغات و معرقته يشتى العلوم.

3. المناصب التي إعتلاها الباشا

تقلد خير الدين باشا بإذن من المشير أحمد باي أولى مناصبه ليكون وزيرا للحربية في عام 1857

ثم عين في عهد محمد الصادق باي رئيسا لمجلس الشورى سنة 1861 الذي ساهم في سن قوانينه أيضا.

ليعتزل فترة من الزمن عن التجربة السياسية دامت تسعة سنوات و يتفرغ للكتابة و من أشهر كتبه “أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك “

و يعود إلى الحياة السياسية في عام 1869 لرئاسة لجنة الكومسيون المالي بعد إلحاح الباي عليه.

ثم عين بأعلى المناصب في الدولة التونسية وهو منصب الوزير الأول في عام 1873 و الذي دام فيه خمسة أعوام

إقرأ أيضا:نتائج أزمة الثلاثينات

ليستقيل من مهامه في 1878 و يهاجر نحو تركيا يطلب منه السلطان عبد الحميد الثاني أن يتولى مقاليد وزارة العدل و برفضه طلب منه تولي منصب الصدر الأعظم و قبل ذلك

إلى غاية 1879 عندما قدم إستقالته نتيجة مشاكل عدة و قبل منصب عضوية مجلس الأعيان إلى غاية وفاته.

4. إصلاحات الباشا السياسية

ترك خير الدين التونسي بصمته الإيجابية على كل منصب يتقلده فقد ٱشتهر بصدقة و الدقة و الإخلاص في عمله إضافة إلى تفانيه و قدرته على الإضافة

و قد شملت الإصلاحات التي قام بها إثر توليه وزارة الحربية فقام بتحسين ميناء “حلق الوادي” بنونس إضافة إلى إنشاء مصنع بخاري من أجل السفن و إنشاء الطرقات.

كذلك قام بإصلاحات شملت وضع قوانين مجلس الشورى الذي ترأسه

إضافة إلى ذلك حارب خير الدين الفساد و المفسدين داخل الإدارة و عمل على الحفاظ على المال العام

إقرأ أيضا:المفكر ابن رشد

لذلك عند تعيينه على رأس لجنة الكومسيون المالي لغاية إسترجاع الأموال المنهوبة و المهربة خارج البلاد من قبل الوزير الأول “مصطفى خزنة دار”

إستبسل الباشا جاهدا لأجل إسترجاع تلك الأموال إلا أن محاولاته فشلت لعدم التعاون من قبل الأجانب أو حتى التونسيين الممسكين بزمام الدولة.

إعتنى أيضا خير الدين باشا بالتعليم و أحدث المدرسة الصادقية في 1878 لتلقي الدراسة و التعليم على نفقة الدولة

إستقال الباشا من جميع المناصب التي تولاها لعدم وجود دعم لمشروعه الإصلاحي

و كتب في هذا قائلا : “لقد حاولت أن أسير بالأمور في طريق العدالة والنزاهة والإخلاص، فذهب كل مسعاي سدى، ولم أشأ أن أخدع وطني الذي تبناني بتمسكي بالمناصب”.

السابق
اعداد سندويشة شاورما
التالي
أهم معالم مدينة المهدية التونسية