دين

جبر الخواطر

جبر الخواطر ، من القيم المجتمعية المهجورة ، التي تترك أثرا في النفس ، ومن خلال هذا المقال نسلط الضوء على خفايا هذه القيمة المنسية وأثرها في تعاليم ديننا الحنيف .

جبر الخواطر ، هي صفة إنسانية وخلق ديني عظيم سواء كانت كلمة أو عمل ، والجابر للخواطر ،هو صاحب نفس طيبة وأخلاق حسنة ، ولا يصدر عنه كلمة أو فعل توقع الحزن في قلوب الآخرين .

بيد أنه ينبغي أن يكون حاظرا في أذهاننا في كل وقت وحين ليشمل كافة تعاملاتنا مع الآخرين .

والمقصود بجبر الخاطر ، هو تخفيف حزن وهم البائسين ، وطمأنة قلوب الخائفين ، والتعامل مع الناس برفق ولين .

فلا تنطق ولا تفعل سوى ما يرضي رب العالمين ، وجبر الخواطر يشمل كل كلمة تشجع بها من فقد الأمل ، ونصيحة

تقدمها لمن هم بحاجة إليها ، ومساعدة المحتاجين .

وبالرغم من بساطة الأفعال المرتبطة بجبر الخواطر ، إلا أنه مبدئا رئيسيا في مختلف تعاملاتنا اليومية ، وسر سعادة البشرية ، لعميق أثره على النفوس ،

إقرأ أيضا:إصلاح ذات البين

فمجرد إبتسامة صغيرة كفيلة بإدخال السرور على قلب حزين ، وكلمة طيبة صادقة كافية لإسعاد قلب مكسور .

جبر الخواطر عبادة

إن من أعظم الأمثلة التي تدل على هاته العبادة وأهميتها في الإسلام هي : قصة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع

الأعمى الذي ورد ذكرها في سورة عبس في قوله تعالى :

بسم الله الرحمان الرحيم .عبس وتولى(1)أن جاءه الأعمى(2)وما يدريك لعله يزكى(3)أو يذكر فتنفعه الذكرى(4)أما

من استغنى (5)فأنت له تصدى(6)وما عليك ألا يزكى(7)وأما من جاءك يسعى(8)فهو يخشى(9)فأنت عنه تلهى” صدق الله العظيم .

بالنظر لهاته الآيات ، نتأكد أنها تأسيسا في مجملها لتأليف القلوب ، ونشر المحبة والسلام بين الناس .

فقد كانت معاتبة لإعراض الرسول عن الأعمى الذي ألح في السؤال عن أمور الدين ، كما أن هذه الآيات جبر لهذا

الرجل الذي حرم نعمة البصر ، وما أنزل الله سبحانه وتعالى هذه الآيات إلا موعظة وعبرة للعالمين .

إقرأ أيضا:فوائد قراءة سورة البقرة

ومن جبر الخواطر مساعدة المحتاجين ، والتصدق حتى بالإبتسامة ، لنيل الاجر من الله ، فإن كان المال يفك كرب

المحتاجين فالإبتسامة تؤلف بين القلوب وتزيل الهموم .

وجاء في جبر الخواطر كلامه صلى الله عليه وسلم :”من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة

إقرأ أيضا:رجال الأعراف

من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ” .

فإن نفست عن مؤمن كربة ألا تجبر بذلك خاطره ، وإن يسرت له ما تعسر من شؤون الدنيا ،ألا تجبر بذلك خاطره

وإن سترت عليه وحفظت سره ، ألا يطمئن قلبه ، ويهدأ روعه ويجبر خاطره .

فجبر الخواطر يمكننا العثورعليه في شتى الأمور وإن لم يذكر صراحة ، نستدل عليه من أثره .

السابق
كيف تعيد تصميم حمامك
التالي
كيف تحافظ على صحتك النفسية