دين

خيركم من تعلم القرآن وعلمه

جدول المحتويات

فضلُ تلاوةِ القرآنِ الكريم

إن من أعظم العبادات والقربات إلى الله عزّ وجلّ تلاوة القرآن الكريم

فقد أمر بها سبحانه وتعالى في قوله: {فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ} [سورة المزمل: 20]

فقد وصف الله سبحانه وتعالى كتابه العزيز بعدة أوصاف مبينًا فيها خصائصه التي مَيَّزَه بها عن سائر الكتب

فقال: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ، يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سبُلَ السَّلامِ وَيخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [ سورة المائدة: 15، 16 ]


وقال أيضًا: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهدىً وَرَحْمَةً وَبشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [سورة النحل: 89]

 كما أمر النبي -صلى الله عليه وآله وسلم بتلاوته – فيما رواه أبو أمامة -رضي الله عنه-

حيث قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: “اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه” (أخرجه مسلم)


وقد أخبرنا النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بما أعدَّه الله لقارئ القرآن الكريم من أجر عظيم،

إقرأ أيضا:صيغ الصلاة على النبي

وثواب عظيم وذلك فيما رواه عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم: “من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول “الم” حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف” (أخرجه الترمذي )

كما بين حبيبنا صلى الله عليه وسلّم أن من جوَّد القرآن، وأنقن تلاوته وأصبح ماهرًا به وعاملا بأحكامه فإنّه في مرتبة الملائكة المقربين، وذلك فيما روته أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-

قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم: “الماهر بالقرآن مع السَّفَرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويَتَتَعْتَعُ فيه وهو عليه شاقٌ له أجران” (أخرجه البخاري ومسلم)

ثواب المداومة على تلاوته

كما أن الله -عز وجل- يوضح لنا في محكم كتابه أن الذين يداومون على تلاوة كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار ويعملون بأحكامه،

ويحذرون مخالفة أوامره أولئك يجزيهم الله حسن الثواب ويضاعف لهم الأجر.


يقول سبحانه:

{إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ، لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} [ سورة فاطر: 29، 30 ]

إقرأ أيضا:الحسن البصري

ويبين لنا الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- أن الإنسان بقدر ما يحفظ من آي القرآن وسوره

بقدر ما يرتقي في دَرَجِ الجنة وذلك فيما يرويه عبد الله بن عمرو ابن العاص -رضي الله عنهما- عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: “يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتِّل كما كنت ترتِّل في دار الدنيا فإن منزلتَك عند آخرِ آيةٍ تقرأُ بها” (رواه الترمذي)

كما يوضح لنا صلى الله عليه وآله

وسلم أن قراءة القرآن يطيب بها المَخبر والمَظهر فيكون قارئ القرآن طيّب الظّاهر والباطن .

فعن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم: “مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأَتْرُجَّةِ: ريحُها طيبٌ وطعمُها طيبٌ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة: لا ريح لها وطعمها حلو،

ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الرَّيحَانَةِ: ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة: لا ريح لها وطعمها مر” (أخرجه البخاري)

إقرأ أيضا:صيغ الصلاة على النبي

ويخبرنا عبد الله بن مسعود أن من أحب القرآن يحبه الله ورسوله فيقول: “من أحب أن يحبه الله ورسوله فلينظر: فإن كان يحب القرآن فهو يحب الله ورسوله” (رواه الطبراني)
إلى غيرها من الآيات والأحاديث التي تبين فضل تلاوة القرآن. (من كتاب غاية المريد في علم التجويد)

أهميةُ تعلُّمِ القرآن الكريمِ وتعليمِهِ

يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم أحكامه وتجويده وتلاوته كما أنزل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم.


ولقد كان الرّسول -صلى الله عليه وآله وسلم- يبلغ الصحابة ما أنزل عليه من الآيات ويعلمهم إياها فور نزولها

حيث أمره الله -جل وعلا- بذلك في قوله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الرَّسُول بَلِّغْ مَا أنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} [سورة المائدة: 67]
ومما لا شك فيه أن الأمة الإسلامية خير أمة أخرجت للناس،

وكتابها أفضل الكتب؛ لذلك كان واجبًا عليها أن لا تألو جُهْدًا في تبليغه وتعليمه.


والرسول -صلوات الله وسلامه عليه- يبين لنا أن خير الناس هم الذين اشتغلوا بتعلم القرآن وتعليمه

وذلك فيما ثبت عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه-عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال:

“خيركم من تعلم القرآن وعلمه” (أخرجه البخاري)


وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال:

قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم: “إن الذي ليس في جَوْفِهِ شيءٌ من القرآنِ كالبيتِ الْخَرِبِ” (أخرجه الترمذي)

فصاحبُ القرآنِ قلبه عامر به، يتدبر آيات الله، فيتفكر في قدرته وعظمته، فتصفو نفسه، وتحسن أخلاقه.

ويخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بأن حفّاظ القرآن هم أصفياء الله وخاصَّته وأنصاره وأولياؤه

وذلك فيما رواه أنس بن مالك عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال:

“إن لله أهلين من الناس فقيل من أهل الله فيهم؟ قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصَّتُه” (أخرجه الإمام أحمد)

آدابُ تلاوةِ القرآن الكريمِ واستماعِه

لتلاوة كتاب الله آدابٌ كثيرة وعديدة حسبنا أن نشير إلى طائفة منها باختصار فنقول:
ينبغي على قارئ القرآن أن يخلص نيته لله عز وجلّ ثمّ :
1- أن يستقبل القبلة ما أمكنه ذلك.
2- أن يَسْتَاكَ تطهيرًا وتعظيمًا للقرآن.
3- أن يكون طاهرًا من الحدثين.
4- أن يكون نظيف الثوب والبدن.
5- أن يقرأ في خشوع وتفكر وتدبر.
6- أن يكون قلبه حاضرا؛ فيتأثر بما يقرأ فلا يصغي إلى وسوسة النّفس.
7- يستحب له أن يبكي مع القراءة فإن لم يبكِ يتباكى.
8- أن يزين قراءته ويُحَسِّنَ صوتَه بها، وإن لم يكن حسن الصوت حسنه ما استطاع بحيث لا يخرج به إلى حد التمطيط.
9- أن يتأدب عند تلاوته ، فلا يضحك، ولا يعبث ولا ينظر إلى ما يلهي بل يتدبر ويتذكر كما

قال سبحانه وتعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أولُو الْأَلْبَابِ} [سورة ص: 29]

كما يجب على سامع القرآن أن ينصت إليه بقلب خاشع ويتفكر في معانيه، ويتدبر آياته،

وأن يحسن الاستماع له حتى ينتهي القارئ من قراءته

قال تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [سورة الأعراف: 204]

إلى غير ذلك من الآداب وحسن الأداء سائلين الله عز وجلّ الأجر والقبول و الثواب.

وفي الختام يبين هذا المقال شرف القرآن وفضل تعلمه وتعليمه وآدابٌ تلاوته،

كما فيه بيان أن أفضل العلوم هو ما كان له صلة به،

وفيه أيضا دليل على فضل حامل القرآن، متعلما كان أو معلما إذا كان عاملا بما فيه.

شكرا لمروركم
السابق
ماسك منزلي لإزالة الرؤوس السوداء
التالي
أمراض تغير الفصول