دين

القراءات العشر الصغرى

علم القراءات اهتمّ بمعرفة كيفية أداء وإتقان تلاوة القرآن، والتعرف إلى مواضع الاختلاف مع سندها المتصل إلى النّبي صلّى الله عليه وسلّم.

وممّا لا شك فيه أن أشرف العلوم هو ما اتصل بكلام الله تعالى وذلك روجوعا لحديث النّبي صلّى الله عليه وسلم : ” خيركم من تعلم القرآن وعلّمه” .

نسبت القراءات إلى ثلّة من الأئمة إذ تمسكوا بمذهبهم فاشتهر كلّ بالقراءة التي قرأ بها.

كما نعلم أنّ العَرَب يختلفون في لهجاتهم وفي العديد من الأحرف في نطقها، فإنّ الله قد أنزل القرآن الكريم على سبعة أحرف أي على سبعة أوجه.

لكن كلّ القراءات متواترة عن النّبي صلى الله عليه وسلّم ثمّ تناقلها عنه الصَّحابة ثمّ التابعون وتابعوا التابعين من بعدهم ثمّ ألوا العلم حتَّى وصلت إلينا.

جدول المحتويات

القراءات العشر والأحرف السَّبعة والفرق بينهما

إنَّ تقارب المُسَمَّيات أدّى إلى اختلاط المفهوم إذ أنّ الأحرف السّبعة ليست بالقراءات السّبع فقد ثبت في الصَّحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

إقرأ أيضا:خيركم من تعلم القرآن وعلمه

“أقرأني جبريل على حرفٍ فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف”.

فأمّا الأحرف السبعة فهي: اختلافُ وجوهِ الإعْرابِ إذ يكون اختلاف بالنَقصِ أوالزِّيادة، كذلك بالغيب أو الخطاب إلى غيره.. واختلافُ اللَّهجات كأزمنة المدود،الفَتح والإمالة، التَّفْخيم والتَّرقيق…

وأمّا القراءات السّبع فقد أتى ذكرهم سابقا.

والغايةُ من تنوع الأوجه إظهار إعجاز القرآن الكريم، وأيضا من باب التيسير على الأمّة في لفظ الكلمات القرآنيّة.

القِراءة، الرِّواية والطَّريق

القراءة ما ينسِب إلى القارئ، الرِّوايةُ ما ينسِب إلى الرَاوي، وأمَا الطَّريق فهو ما انتسب إلى من روى عن الرَاوي مهما يكون قد امتد.

ونذكر مثالا لذلك : نقول رواية قالون عن قراءة الإمام نافع المدني من طريق أبي نشيط.

المتون الجامعة للقراءات العشر الصّغرى

الشَّاطبيّةُ: هي قصيدةٌ لاميَّةٌ للإمام أبو القاسم بن فيرّه بن خلف بن أحمد الشَّاطبيُّ الرعيني الأندلسي،عدد أبياتها 1173 بيتاً شِعرياً

واسمها ” حِرْزُ الأَمانِي ووجهُ التَّهاني ” والمعروفة اختصارا بين القرّاء بالشاطبية.

إقرأ أيضا:جبر الخواطر

جمع فيهاالنّاظم سبعَ قراءات : قراءاتُ الأئمة نافع وابنِ كثير وأبي عمرو وابنِ عامر وعاصم وحمزة والكسائيِ.

الدَُرَّة : هي منظومةٌ للإمام ابنِ الجَزَرِيِّ سمّيت ب ” الدرّة المُضِيّة في القراءات الثلاث المَرْضِيّة ” والمعروفة اختصارا بين القرّاء بالدّرة.

نَظَمَ فيها ثلاث قراءات : قراءاتُ الأئمة أبي جعفر ويعقوب وخلف، ونظمها تتمّةً للشَّاطبيَّة.

بحيث تكون الشَّاطبية والدّرَة جامعَتين للقراءات العشر الصّغرى.

القرّاء العَشر الذين نسبت إليهم القراءات العَشر

من متن الشاطبية

سيكون عرضهم حسب الأمصار وحسب ترتيب النّاظم

المدينة : نافع بن أبي نعيم: نافع بن عبد الرحمن المدنيّ، أبو رويم، توفّي سنّة 167 للهجرة،

كان أيضا شيخ القرّاء في المدينة وأخذ القراءة عن تقريبا سبعين من التابعين، الذين أخذوا قراءتهم عن أبي هريرة، وابن عباس، عن أبيّ بن كعب

ومن تلاميذ الذين رووا عنه :قالون وورش.

إقرأ أيضا:إصلاح ذات البين

مكة: ابن كثير المكّي: عبد الله بن كثير الداريّ، أبو محمد، التقى ببعض الصحابة؛ كأنس بن مالك، وعبد الله بن الزُّبير، وأبي أيوب الأنصاريّ

كان كذلك إمام الناس بالقراءة في مكّة، توفّي بمكّة المكرّمة، سنة 120 هجري

البصرة: أبو عمرو: ابن العلاء البصريّ المازنيّ، سيّد القرّاء وإمام البصرة،جمع العلم بالقرآن واللّغة العربية

روى عنه السوسيّ والدُّوري.

الشام: عبد الله بن عامر: يُكنّى بأبي عمران، وأبي نعيم، من التابعين، أخذ القراءة عن المُغيرة المخزوميّ،

عن عثمان بن عفّان، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، كانت وفاته سنة 118 هجري

ومن تلاميذه: هشام وابن ذكوان.

الكوفة :

عاصم بن أبي النجود الأسديّ: كنيته أبي بكر، عاصم الأسديّ،

المزايا: اتقان القراءة والصوتٍ الحَسَنٍ،

قرأ على زرّ بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود، عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وقد توفّي127 هجري

وروى عنه: حفص وشُعبة.

حمزة بن حبيب الزّيات الكوفي: أبو عُمارة، كان مولى عكرمة،من تابعي التابعين، توفّي سنّة 156 هجري

وأخذ عنه: خلّاد بن خالد، وخلف بن هشام.

علي بن حمزة الكسائي: أبو الحسن ومولى بني أسد، كان من أعلم النّاس باللّغة العربية في عصره، وإماما للمسلمين في القراءات

وقد تولى رئاسة الإقراء في الكوفة من بعد ما توفي شيخه حمزة بن حبيب.

وأخذ عنه: خلّاد بن خالد، وخلف بن هشام.

من متن الدّرة

المدينة : أبو جعفر المدنيّ: يزيد بن القعقاع مولى عبد الله بن أبي ربيعة المخزوميّ،تابعي وإمام أهل المدينة، بدأ الإقراء سنة 63 هجري

ثمّ كان مفتي ومجتهد، دعت له أمّ المؤمنين أم سلمة بالبركة،

من المزايا التي يتمتع بها: كثرة القيام والصيام، وروى عن أبي هريرة، وابن عباس،

ومن الذين رَووا عنه : نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، وسليمان الزُّهري، وعيسى بن وردان، وابنه يعقوب، وابنته ميمونة، توفّي سنة مئةٍ وثلاثين للهجرة، زمن خلافة مروان بن محمد.

وراوياه المشهوران أيضا : ابن وردان وابن جماز.

البصرة: يعقوب بن إسحاق: أبو محمد، يعقوب بن إسحاق الحضرميّ، ولد سنة 117 هجري، إمام أهل البصرة، عُرف بالورع، التقوى والزُهد.

قرأ عنه كذلك الكثير ككعب بن إبراهيم، ومحمد بن المتوكّل، وأبو عمر الدُّوريّ، وأبو حاتم السجستانيّ، وأحمد بن عبد الخالق المكفوف، ورَوْح بن عبد المؤمن..

وتوفّي ابن إسحاق سنة 105 هجري.

وراوياه المشهوران : روح ورويس.

ثمّ الكوفة:

خلف بن هشام: خلف بن هشام البزّار، وكان راوي عن القارئ حمزة الزّيات، لكن خالف شيخه الزّيات في مواضع عدّة.

وأخذ عنه: إسحاق وإدريس.

السابق
وصفات الكانيلوني اللذيذة
التالي
كيفية توفير الكهرباء