عالم الذر ، أو عالم الميثاق ، هو العالم الذي قطع فيه الإنسان العهد والميثاق لربه ، ففيه خلق الله الخلائق ، وعرض عليهم حمل الأمانة حسب ما ذكر في سورة الأحزاب :
( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان ) .
فالإنسان من بين كل الخلائق تصدى لحمل الأمانة ولسان حاله يقول أنا لها ، وبقية الخلائق اكتفوا بأن يكونوا طائعين
لله ، وأشهدالله الإنسان على نفسه وأخذ منه الميثاق على ربوبيته وتوحيده ، كما قبل أن تكون نفسه أمانة بين يديه .
قال تعالى : (قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) ، وبذلك تمت الحجة عليه بوم القيامة .
جدول المحتويات
عالم الذر في القرآن الكريم
تعتبر الآية 172 من سورة الأعراف ، من آيات الميثاق في القرآن ، حيث يعتقد بعض العلماء بأن محور أساس هذه
الآية يدور حول الميثاق الذي قطعه الإنسان لربه قبل مرحلة إيجاده في هذا العالم المادي :
إقرأ أيضا:كيف تنجح في حياتك المهنية(وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين) .
ولفظة الذرية التي وردت في الآية ، هي مشتقة من مادة ذر ، وتعني الكائنات الصغيرة والدقيقة جدا ، كذرات الغبار ، وصغار النمل .
كما توجد توجد بعض الروايات التي تفيد بأن الله تعالى قد أخرج من صلب آدم ذريته وخاطبهم
ألست بربكم فأجابوا جميعا بلى شهدنا ، فأخذ منهم الميثاق أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ثم أعادهم جميعا إلى صلب آدم .
كما اقترن في هذه الآية ذكر أخذ الميثاق ، مع بيان الحكمة من ذلك ، وهي أن لا يعتذر المشركون يوم القيامة بسبب
غفلتهم وعدم معرفتهم بالله ووحدانيته .
عالم الذر من العوالم التسعة
يمر الإنسان خلال حياته الطويلة من بداية خلقه ،وحتى وصوله إلى مرحلة الخلود في الجنة أو النار بعوالم مختلفة .
كما أنه ليس ابن هذا العالم فحسب بل هو من عوالم سابقة تقلب فيها : من عالم الأشباح والأرواح إلى عالم الذر
إقرأ أيضا:دور الوالدين في تربية الأبناءوعالم الأصلاب ، إلى عالم الأنساب ، وسيتقلب إلى عوالم أخرى بعد أن ينتهى من هذه الدنيا هي عالم البرزخ ، وعالم القيامة ، وعالم الخلود .
مراحل العوالم التسعة
هذه العوالم التسعة التي يمر بها الإنسان ، تذكرنا بشهور الحمل التسعة ، ويمكن تسميتها بالتسع درجات أو منازل أو
إقرأ أيضا:فيتامين أ للبشرةمراحل يمر بها الإنسان في وجوده الملكوتي ، والذري والدنيوي والآخروي .
فالإنسان يبدل في كل مرحلة ثوبه المخاط له وفقا لذلك المنزل ، تماما مثلما يخلع الإنسان ثيابه ويغيرها وفقا لمتطلبات
المكان والزمان من حيث البرد والحر وما شابه ذلك من متغيرات تدعوا لذلك ، ففي تنقلاته التسعة له في كل عالم منها
حالة خاصة ، ونحن الآن في عالم الدنيا وهذا هو العالم السادس .