صاحب الجنتين ، قصة من قصص القرآن الكريم ، تقدم مظهرين مختلفين من مظاهر الحياة ،
وفيها من الحكم والعبر الشيئ الكثير ، ومن قيمة التوكل والتسليم لله .
جدول المحتويات
القصة كما رواها القرآن الكريم
وردت في سورة الكهف حيث قال تعالى :
(واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا ،
كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجرنا خلالهما نهرا ) .
تحدثت القصة بواقعية عن وجهة نظر المؤمن الفقير ، ولكنه شديد التوكل على الله ، ومؤمن به حق الإيمان ،
لأنه يعلم يقينا أن الحياة الدنيا لا تساوي شيئا لو قورنت بالآخرة ، وما أعده الله للمؤمنين في الجنة .
أما وجهة نظر الكافر صاحب الجنتين ، الذي فتنته أملاكه فظن أن هذا النعيم الدنيوي نعيم دائم ، كفر بأنعم الله
رغم أن الله قد رزقه جنتين وبستانين عظيمين جميلين ،
إقرأ أيضا:عقيدة اليهود في اللهكانت تلك الجنتين مزروعتين بالأعناب وتحيط بهما أشجار النخيل ، وتنتج شتى أنواع الثمار والفواكه ،
حيث أمر الله الجنتين بأن تنتجا هذه الخيرات فاستجابت الجنتان لأمر الله .
والأصل أن يشكر صاحب الجنتين الله على هذه النعم ، وأخذ يتكبر على الرجل الفقير :
( كان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا ) .
الغرور
علاوة على كفره وتكبره ، نسب الخير والنعمة لنفسه ، بدل أن ينسبها للمتفضل عليه سبحانه وتعالى ،
وظن أن هذه النعمة لن تزول بل ادعى أنه إت رجع إلى الله فسيجد أفضل منها في الجنة ، ليس إيمانا بالله
بل تعنتا وتكبرا ، فهو يظن نفسه صاحب الوجاهة والأفضلية على ذلك الرجل الفقير ومن مثل وضعه : قال الله تعالى:
( ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا ، وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي
لأجدن خيرا منها منقلبا ) .
إقرأ أيضا:القراءات العشر الصغرىوهنا يأتي رجل الرجل المؤمن الفقير الثابت على إيمانه ، بحوار هادئ هادف ، يذكره فيه بأصل خلقه : قال تعالى :
( قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا )
وتابع أنه ثابت الإيمان وأن الأصل أن يرتبط قلب العبد بالله في الغنى والفقر وفي كل الأحوال ،
وأن العبد إذا دخل أملاكا له أن يقول : ما شاء الله ، فالقوة لله والنعمة والملك : قال الله تعالى :
( لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا ، ولولا إذ دخلت جنتك قلت ماشاء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا )
ويتابع الرجل المؤمن حواره معه بكل ثقة وإيمان ، محذرا إياه من غضب الله سبحانه من عاقبة الكفر والبغي :
(فعسى ربي أن يؤتين خيرا من جنتك ويرسل عليها حسبانا من السماء فتصبح صعيدا زلقا أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا ).
صاحب الجنتين : العقاب
يأتي عقاب الله سبحانه وتعالى لذلك الكافر المعاند الذي أغرته الدنيا وزخرفها ، وأرسل الله له صاعقة دمرت الجنتين
إقرأ أيضا:صفات العقربوأهلكتهما ، فندم صاحب الجنتين على ما قدم ، وأدرك أنه استحق زوال النعمة بسبب كفره وعناده وغروره ،
مصداق قول الله :
( وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني
لم أشرك بربي أحدا ، ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا ) .
وأخيرا علم صاحب الجنتين أن النعمة يجب أن تقابل بالشكر ، وأنه أخطأ حينما منع الصدقة
وحرم الفقراء والمساكين من حقهم في هذه النعمة .
صاحب الجنتين : الحكمة من هذه القصة
ضرب القرآن أمثلة واقعية ذات تأثير بالغ ، والقصد والحكمة في هذا كله هو تثبيت قلب المؤمن ،
إضافة إلى تقوية صلته وعلاقته بربه ، ونبذ الكفر والكبر والغرور .