قصص تاريخية

نشأة القطبية الثنائية في العالم

القطبية الثنائية تمخضت عن الحرب العالمية الثانية لتكون قطبين إثنين تمثلا في الإتحاد السوفياتي من حهة المسيطر على الكتلة الشرقية

و من جهة أخرى الولايات المتحدة الأمريكية التي تترأس الكتلة الغربية ليشهد العالم صراع كبير بين الكتلتين دام لأكثر من 45 عاما.

جدول المحتويات

1. القطبية من التحالف إلى القطيعة

إنضم الإتحاد السوفياتي أثناء الحرب العالمية الثانية إلى جانب الحلفاء بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا و فرنسا، 

و ذلك لإشتركاهم في العداوة مع ألمانيا النازية ليتم تصفيتها على يد الجيوش السوفياتية و الجيوش الأمريكية معا.

و منذ نهاية الحرب في أوروبا ظهر التنافس بين القطبين و برزت بوادر الإختلاف تلك في “ندوة يالطا” المنعقدة في 11 فبراير 1945

حيث تسابق القوتان على تقسيم ألمانيا إضافة إلى الإختلاف حول تحديد طبيعة الأنظمة السياسية بأوروبا الشرقية.و في “مؤتمر بوتسدام” المنعقد بين يونيو و أغسطس سنة 1945

و أبدى الرئيس الأمريكي “ترومان” تخوفه من الطموحات السوفياتية في أوروبا الشرقيةحيث أقام السوفيات ما يعرف “بالستار الحديدي” بين أوروبا الشرقية و أوروبا الغربية

إقرأ أيضا:معلومات عن الولايات المتحدة الأمريكية

و هو ما رفضته الدول الغربية و خاصة ٱنقلترا و ذلك على لسان رئيس وزرائها “تشرشل” و الولايات المتحدة الأمريكية

و قد ندد الإتحاد السوفياتي بدوره نظرية”جورج كينان” و المتمثلة في سياسة الإحتواء التي تهدف إلى تطويق الإتحاد السوفياتي و عدم إنتشار الشيوعبة في العالم

ليرد الإتحاد بنظرية “جيدانوف” التي تؤكد على إنقسام العالم إلى كتلتين غربية و أخرى شرقية

و تم بذلك بعث “الكونفورم” و هو مكتب الإتحاد الشيوعي الذي تأسس في سبتمبر 1947 مهمته التنسيق بين الأحزاب الشيوعية في العالم.

2. ملامح الإختلاف بين القطبية الثنائية

برزت ملامح الإختلاف بين القطبية الثنائية من بداية القرن العشرين و هي ذات أبعاد عديدة على المستوى الإيديولوجي.

فالولايات المتحدة الأمريكية دولة رأسمالية تدافع على الحرية و الديمقراطية

أما الإتحاد السوفياتي فهو ذو نظام إشتراكي يدافع على المساواة و العدالة الإجتماعية كما ينادي بالديمقراطية الشعبية.

أما على المستوى الإقتصادي فقد تجسم الإختلاف ببن القطبية الثنائية في السياسة الخارجية للبلدين.

لتكون للولايات المتحدة الأمريكية سياسة إحتواء و يبرز ذلك لإعتبار بأن التصدي للشيوعية لا يكون إلا بالرخاء الإقتصادي و القضاء على الققر

إقرأ أيضا:ويليام ويلبرفورس أحد قادة حركة إلغاء عقوبة الإعدام

 لينفذ هذا التوجه ضمن “مخطط مارشال” بتقديم الولايات المتحدة نحو ثلاثة عشر مليار دولار لحلفائها الرأسماليين من دول أوروبا الغربية

التي إنخرطت في المنظمة الأوروبية للتعاون الإقتصادي و الإشراف على برنامج إعادة الإقتصاد الأوروبي.

أما السياسة الخارجية للإتحاد السوفياتي ترتكز أساسا على نشر النظام الإشتراكي ضمن بلدان أوروبا الشرقية و ذلك عن طريق القيام بالإصلاح الزراعي و تأميم وسائل الإنتاج من مؤسسات

كذلك قام الإتحاد السوفياتي ببعث “الكوميكون” سنة 1949 و هو مجلس التعاون الإقتصادي يضم الإتحاد السوفياتي و دول أوروبا الشرقية

أما على المستوى الإستراتيجي العسكري يتجسد الإختلاف في التوجه بين القطبين حول تشكل الأحلاف العسكرية

 لنشهد “حلف الشمال الأطلسي” أو “الناتو” من جهة الكتلة الغربية و الذي تأسس في أبريل سنة 1949

إقرأ أيضا:شجرة الدر

ليضم في البداية الولايات المتحدة الأمريكية و أغلب بلدان أوروبا الغربية ثم توسع ليضم كل من “كندا” و “اليونان” و “تركيا” سنة 1952 و فيما بعد ألمانيا الغربية سنة 1954.

من جهة أخرى قامت أيضا الكتلة الشرقية ببعث حلف عسكري و المتمثل في حلف “فرسوفيا” الذي تأسس في ماي 1955

و قد ضم كل من الإتحاد السوفياتي و بلدان أوروبا الشرقية بإستثناء “يوغسلافيا” لتتدعم القوة العسكرية للكتلة الإشتراكية مع قيام “جمهورية الصين الشعبية الشيوعية “

بزعامة  القائد “ماو تسي تونغ” الذي أمضى إتفاقية الصداقة مع الإتحاد السوفياتي سنة 1950.

السابق
طرق طهي الدجاج
التالي
فوائد الحبهان