الحياة والمجتمع

الصناعة التراثية في سوريا

تراث

منذ انطلاق الثورة في منتصف آذار 2011, والاقتصاد السوري يعاني من أزمات متتالية تضرب قطاعات متنوعة,من بينها  قطاع الصناعة التراثية في مناطق الشمال السوري المحرر,

الذي شهد صعوبات عديدة بسبب تصاعد المعارك في البلاد وتداعيات وباء كوفيد 19 التي ساهمت في تأزم الوضع أكثر.

إلى جانب أهمية الصناعة التراثية في الحفاظ على عادات وتقاليد المنطقة والترويج للتراث السوري في مختلف بقاع الأرض, هي قطاع مهم جدا لإنعاش السياحة, فقد كانت مدينة أرمناز بإدلب شمال سوريا,

تشتهر بصناعة الزجاج المزيّن والفخار, وقامت بالمشاركة في معرضين في فرنسا حيث نالت منتجاتها إعجابا شديدا من قبل الزوار, وبسبب العمليات العسكرية في البلاد وهجرة اليد العاملة وكذلك تدمر بعض المصانع,

كلها عوامل ساهمت في تراجع هذا القطاع بشكل كبير. فعقب اندلاع الثورة انهارت الصناعة السورية بنسبة80 ٪ (حسب تصريحات باسل حموي, رئيس غرفة صناعة دمشق).   

فهل يمكن لقطاع الصناعة التراثية في الشمال السوري المحرّر أن يصمد أمام كلّ هذه التحديات؟ وهل يمكن لهذا القطاع أن ينتعش ويفتح آفاقا تجارية جديدة مع المناطق المجاورة كتركيا والعراق؟

جدول المحتويات

الصناعة التراثية في مناطق الشمال السوري : قطاع اقتصادي صامد

لم يستسلم قطاع الصناعات التراثية للظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة, بل قام العاملين بهذا النشاط بإحياء هذا القطاع رغم قلّة الإمكانيات, فقام السكان بمدينة أرمناز بإحياء صناعة الفخار لتزايد الطلب عليه, فأغلب سكان هذه المنطقة وجدوا احتياجاتهم اليومية في هذه الآواني الفخارية,

إقرأ أيضا:فوائد عشبة العطرة

فهي تحفظ الأطعمة بطريقة صحية وتكون خيارا مثاليا أوقات إنقطاع التيار الكهربائي وتوقف الثلاجة عن العمل         وقد تم أيضا إنشاء ورشة صغيرة لصناعة مكانس القش من نبات المكنس الذي يتم قطافه في آخر الموسم,

وقد أصبح هذا النشاط البسيط مصدر دخل للعديد من الأسر.

صناعة الزجاج والنقش عليه هو أيضا نشاط اقتصادي نشط تمتاز به المنطقة حيث يتم تنقية الزجاج من الرمل ويتّم وضعه في الحرّاقات,

ثم يقومون بالرسم عليه. ولطالما أبهرت هذه النقوش السياح, حيث كان الأوروبيون يتوافدون إلى مدينة أرمناز لإقتناء هذه المنتوجات الفنية الرائعة

إلى جانب لوحات الفسيفساء الشهيرة التي اشتهرت بها  منازل مدينة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي

وقد كان ما يقارب 75٪ من إنتاج المدينة يُصدّر إلى شركات لبنانية وهي بدورها تصدره إلى السوق الأوروبي.

شهد كذلك نشاط الغزل والنسيج نموا جيد من الورشات والمعامل الصغيرة خاصة تلك القادمة من مدينة حلب.

ربما سيساهم مشروع المدينة الصناعية ضمن منطقة ” درع الفرات” في تطوير أكثر لهذه الصناعات وخلق فرص عمل أكثر من خلالها, فحسب تصريحات السيد عمر واكي, مدير الشركة المنفذة, يمكن لمساحة المشروع أن تستوعب 230 مصنع .

إقرأ أيضا:ما معنى ضبط النفس ؟

الأمور على المستوى الوطني تسير في اتجاه صحيح مبشر بنتائج جيدة,

ولكن ماذا عن المستوى الدولي, هل يتجه قطاع الصناعات التراثية نحو بناء علاقات اقتصادية مع منطقة النظام  والمناطق المجاورة؟

آفاق تجارية جديدة مع منطقة النظام والمناطق المجاورة كتركيا والعراق

لا تزال تركيا مهتمة بتنشيط الوضع الاقتصادي في منطقة شمال سوريا المحرر,

وقد أولت اهتماما كبير بقطاع النسيج والتركيز عليه في الخطط الخمس لإنشاء مناطق صناعية بالمنطقة.

فهل هي بوادر جيدة لتصدير الصناعات التراثية السورية لتركيا و للعالم كله ؟

على السوريين في هذه المنطقة تطوير انتاجهم الاقتصادي أكثر واستغلال معبر باب الهوى الذي يعتبر العصب الاقتصادي الرئيسي لإدلب

إقرأ أيضا:من هو ألبير كامو ؟

و الاستفادة من القرار الصدر مؤخرا من تركيا بالسماح باستيراد السيارات المستعملة.

كما ان العلاقة التركية العراقية قد تساهم في تطوير اقتصاد هذه الصناعة في السوق العراقي.

على المستوى الوطني, فتح معبر سراقب التجاري بين منطقة المعارضة ومنطقة النظام سيُعزز تنمية الإقتصاد المحلي

وتحسين الدخل المعيشي للعاملين وإيصال الدواء لسكان المناطق المحررة,

كما يُسمح عبر هذا المعبر تصدير الألبسة والصناعات التراثية لمناطق سيطرة النظام وهو ما سيساهم حتما في انتعاش هذه الصناعة

السابق
بيتزا بالكوسا
التالي
أطباق يابانية لذيذة